Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Tunisie santé

Tunisie santé

Un blog d'actualité de santé en Tunisie


الأزمة التي تشهدها الصناعات التقليدية بنابل

Publié par Mechri Mariem sur 14 Décembre 2015, 17:39pm

الأزمة التي  تشهدها الصناعات التقليدية بنابل

 

تشتهر ولاية نابل منذ القديم على المستويين الوطني والإقليمي بصناعة الخزف  التقليدي و يقال بان هذه الحرفة جاءت إلي الجهة مع  الأندلسيين الذين جلبوا  معهم بعض  الحرفيين إبان هجرتهم الكبيرة الثانية في مطلع القرن السابع عشر الميلادي

و تكثر مصانع الخزف الكبيرة ومحلات  تزويق وصناعة الخزف الصغيرة ومحلات بيع  هذه المنتجات التقليدية داخل السوق وخارجه وتتزين بها الشوارع والمباني بكل مدينة نابل  .  ورغم التطور الذي شهدته صناعة الفخار فإنها  في نابل مازالت تعتمد على لمسات الحرفي الفنية ومواهبه وخبرته في تشكيل الأواني والتحف ونقشها برسوم تعبر عن موروث  حضاري يعكس  عراقة هذه الحرفة .  ولا تزال القوالب تعتمد لتشكيل القطع مما يعطيها هذا البعد الفني التقليدي دون استعمال للآلات المتطورة وهذا ما يجعل مجال الابتكار والإبداع ذا آفاق  واسعة.

ومن هنا تحولنا على  عين المكان الى الديوان الوطني للصناعات التقليدية بنابل و هناك وجدنا العديد من الورشات لبعض الحرفيين في مختلف الاختصاصات اليدوية منها  صناعة الخزف و الرسم على البلور و مختلف المحامل و النقش على النحاس و النحاس المطروق و الحلفة وباشرنا هؤلاء الحرفيين اثر قيامهم بأعمالهم اليومية التي تتمثل في كافة مراحل الإنتاج من تحويل المادة الخام الى مادة المستعملة مثل تلوين الحلفة و إذابة الطين و النحاس للتحول إلى منتوج نهائي قابل للعرض و الترويج.

 وقد أجرينا بعض المقابلات مع هؤلاء الحرفيين مثل الحرفي حافظ الخياطي مختص في النقش على النحاس و الذي لم يمتنع عن إدلائنا بمعلومات تخض ما يشهده هذا القطاع من أزمات على مستوى المبيعات خاصة وذلك  لتردي الأوضاع السياسية في البلاد مما اثر على السياحة و الإقبال على الشراء.  أيضاً تحاورنا مع المولدي الجهيناوي مختص فالنحاس المطروق و هو من أصول قروية هجرة إلى نابل منذ 43 سنة لممارسة هذه الحرفة الذي تعلمها عن مختصين في هذا المجال  و قد تذمر هذا الحرفي من غلاء سعر المادة الخام و منافسات التجارة الموازية و صحياً قالا أنه يتعرض إلى تقلقات خاصةً في فصل الصيف جراء ارتفاع درجات الحرارة اثر إذابة النحاس. 

لا يمكن تحصيل أكثر معلومات دون المرور بمنبع لإحدى هذه البراعات اليدوية لذلك قمنا بزيارة مصنع "فن الخزف جماعة القافلة" حيث تطرقنا إلى جميع مراحل إنتاج الخزف و الفخار حيث مقسم إلى أربعة ورشات منها غرفة لإذابة الطين و تحويله إلى قوالب مختلفة الأشكال والاستعمالات التي تمر بعد ذلك إلى الفرن ثم  لطلي و الزينة و فالأخير إلى قاعة العرض.

و هناك أجرينا مقابلة مع صاحب المصنع محمد جماعة الذي تشكى من تردي الأوضاع في هذا القطاع وانعدام الدعم المادي من الدولة نظراً لغلاء تكاليف الإنتاج جراء ارتفاع أسعار فواتير الضوء و التغطية الاجتماعية للعمال بالتوازي مع نقص فالمبيعات مما يؤدي إلى عجز صاحب المصنع على توفير هذه التكاليف أيضاً تذمر من عجزه عن المشاركة فالمعارض نظراً لغلاء أسعار كراء المساحة فالمعرض و هذا ما يؤثر سلباً على ترويج المنتوج. 

إن أزمة الرواج التي يعانيها قطاع الصناعة يجعلها مهددة بالاندثار خاصة إذا ما رأينا أن سوق الصناعات التقليدية بنابل المدينة غزته محلات الملابس الجاهزة.فالكل يسعى لتغيير نشاطه نظرا لحالة الكساد بسبب نقص الوفود السياحية وهم أهم زبائن هذا السوق وتضاؤل عدد الزائرين التونسيين بسبب تضرر المقدرة الشرائية للتونسي والاضطرابات الأمنية التي عرفتها البلاد خلال السنتين الفارطتين.

و هذا ما أكده أحد أصحاب المحلات لبيع الزرابي العتيقة بالسوق حيث أشار إلى أن نقص الشراء الذي انجر عن نقص تردد السياح و ضعف القدرة الشرائية للزبائن المحليين ، أيضاً تذمر من نقص الأرباح جراء المصاريف لفواتير الضوء و عجزه عن مشاركته فالمعارض نظراً لغلاء كلفة الكراء ، و بالنسبة لهذا التاجر الحل للنهوض بهذا القطاع يتجسد في تكثيف الدعم من قبل الدولة أيضا عودة السياح. 

و اثر قيامنا بجولة ف هذا السوق أجرينا حوار مع إحدى الزبائن نبيلة سحنون أصيلة مدينة نابل تحديداً بني خيار التي أدلت أنها وفية للصناعات اليدوية مثل المعجنة  الدرجية الزير... مغلب المشتريات للأكل و ليس للزينة إلا أنها تراجعت منذ مدة عن الشراء نظراً لغلاء الأسعار وضعف قدرتها الشرائية.

كما أننا أردنا القيام بإجراء حوار مع بعض السياح الذين تمنعوا عن ذلك

مررنا برفاق احد الانهج الفرعية للمدينة العتيقة بنابل و هناك وجدنا محلا صغيرا بداخلة فتى يلون في قوالب من الفخار لتصبح قابلة للبيع لم نتردد في الدخول إليه و سؤاله عن المهنة و عن مدى رضائه بها، اسمه يوسف الخياطي أصيل ولاية نابل و يبلغ من العمر 25 سنة بدأ في هذه الحرفة منذ سنة 2008 أي ما يقارب 8 سنوات ، و من فضولنا سألناه كيف بدأ العمل في هذه الحرفة و لماذا اختيار الخزف تحديدا فأجابنا انه انفصل عن الدراسة عندما كان في الأولى سنة ثانوية بالمعهد و كان انفصاله إجباري أي وقع طرده لأنه نسب إليه انه قام بالاعتداء على أستاذ ببيضة على مستوى الرأس وهو لم يكن الفاعل و لهذا السبب تم فصله من كل المدارس و لم يرد إكمال تعليمه في معاهد خاصة لأنه يرى أنها لا تزيد في المعرفة و أنها مضيعة للوقت و للمال و اختار هذه الحرفة التي ورثها من أباه و قال لنا أن هذا المحل فتح منذ سنة 1945 أي قبل الاستقلال و لم يرد أن يضيع هذا الدكان بما أنه معروف في كامل ولاية نابل بجودته و بكونه محل عتيق . كما أكد لنا هذا الفتى ما قيل من قبل أن وضع الحرف اليدوية مهمش و لا يتمتعون بالدعم من الدول كما أن البلاد في فترة صعبة من ناحية الركود الاقتصادي و من ناحية تراجع السياح بنسبة كبيرة.
 

وقد أحالت هذه الأزمة التي يعانيها قطاع الصناعات التقليدية العديدين على البطالة الإجبارية وجعلت أهل الحرفة يهجرونها إلى أنشطة أخرى والخوف كل الخوف أن يختفي الخزف كما حصل مع الحصير التقليدي لتعوضه منتجات صناعية رخيصة لا روح فيها. لذلك وجب التفكير في طرق ترويج المنتوج بالداخل والخارج من اجل إعطاء دفع للقطاع وإنقاذه من الاندثار والنسج على منوال بلدان لها تجربتها في المحافظة على التراث وتثمين المنتجات الحرفية.
 

كما يمكن حث الحرفيين من خلال دورات تكوينية على تطوير منتجاتهم لتدخل في إطار  الاستعمال اليومي للتونسي وبالتالي يكون لها وجودها وتعوض هذه المنتجات  تونسية الصنع بعض المنتجات الصناعية الرخيصة  مجهولة المصدر  والتي تغرق بها أسواقنا . 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article
S
bravo pour le partage c'est très bon article
Répondre

Archives

Nous sommes sociaux !

Articles récents